يوم زي غيره

يوم زي غيره ... قاعد في الكلية في لحظة انتظار كده كان معايا ورقة الخماسيات ... قعدت اقراها لنفسي بصوت خافت مسموع.. وطول ماانا بقراها وحاسس ان حد قاعد يرد عليا ويقول لي مثلا ""اه والله - فعلا بجد -صدقت""

المهم مخدش واديت وبعد ماخلصتها

لقيت حد قام وجه قعد جنبي وفضل ساكت وانا برضه مخدتش واديت لخايه انا مرفعت عيني من على الورقه وبصيت في عنيه وسرحت وصلني صوته كإنه جاي من كوكب تاني قال لي اسمه وانا برضه معرفتوش وبعدين قال لي انا عايز اكلمك في موضوع يتصل بيا شخصيا وطبعاً من مفاجأتي قلتله اتفضل قال لي انا سمعت قصتك ""لحظة كآبه"" اللي انته كنت بتقولها من شوية واصابتني بحزن وكآبه فهل هيه فعلا حقيقية وله خيال فرديت : حتى الخيال مستند على الحقيقه وجاي منها قال انا بمر بنفس حالة الكئابه اللي انته كتبت عنها فقلتله بجد يعني انا مش لوحدي طب ازاي احكيلي كده وبدأت اندمج معاه

قال : انا كئابتي بلغت حدحسيت معاه اني لابد اتعايش معاها وامشي معاها واصحى وانام ..نتقاسم اللقمه والفراش.. وقال لي تتخيل اني بدأت احب الكئابه دي ؟! قلتله :: ازاي يعني الكلام ده قال لي انا من فرط حزني اتولد الموت جوايا ومن فرط حزني حبيته برضه وبدأ معحبي فيه يشاغلني ويتعبني ويتبعني فكل مااقرب منه يبعد عني وكمان انا دلوقتي لما بشوف نفسي بقيت بتخيل نفسي اتنين مش واحد.. واحد بينغمس في الاشياء وبيعيش وينفعل ويتحرك والتاني بيتفرج على الاول لا انفعال ولا انغماس ولا مشاعر يعني انا من الاخر اتقسمت لنصين نص يعيش ونص يسمع لشوشو ويتفرج قلتله : ايه الكلام التقيل ده كله اهدى انته بس (وفي سري كنت بقول على رأي عادل امام في المسرحيه :: وهوه انا ناقص ياخويا ) وقلت انا بصراحه معرفش وممرتش بتجربة الحزن والكئابه اللي انته مريت بيها بالرغم اننا لسه معرفتهاش وموصلتش للمدى ده وقمت ساكت شوية علشان ارتب ايه اللي هقوله وبدأت تاني اقول طب انته عارف ان الانسان بيزيد ثراء بالتجارب وفي تجارب بتزيد حزنه ويزيد حزنه من ثرائه ومن كنوز مشاعره وعلى فكره اللي محزنوش سواء جربه او لأ ففاتهم نصف نسيج الكون وهوه نص ميقلش خالص عن جمال بقيت النسيج قال لي :: طب انا مش عارف اعمل ايه دلوقتي هل انا ماشي صح بحبي لكئابتي وله لأ ؟قعدت حوالي خمس دقايق الا ربع لأني اصلا انا برضه وصلت بعد التفكير العميق جدا فوق الوصف لنفس الجمله اللي اتلفظ بيها دي وفجأه لقيت حاجة مني معرفهاش ومحستهاش قبل كده بتقول :: في لظات الكئابه والحزن مفيش قدام المخلوق مننا غير انه يبتسم في وش كئابته ((ويلقسلها بلسانه لو قدر)) وانه يوجه نظره لفوق ..ويشوف جلال الله المطلق اللا نهائي ويكون موقن بإن ربه هوه وحده اللي خلق الضحك والبكا وهوه خالق الحزن والفرح وان الحزن نعمه من عند اللي زي ما الفرح نعمه ... فلازم علينا دايما نستقبل نعمة الله في الحالتين لا بالشكر..ولا بالصبر.. وانما بما هوه أليّق ..... قصدي بالعشق

وقلتله :: خلاص بأه انا مضطر اسيبك لوحدك لأ سوري قصدي مع كئابتك لإني ورايا سكشن وعلى فكره انا بشكرك على الكلام اللي خلتني اقوله وكمان ................. يله بأه مع السلامه

ومشيت اغني

عاشق بيبكي نصيبه ويشكي وتسيل عيونه ودام الفراق

يحزن بيبكي يفرح بيبكي وناره في ضلوعه وده من لقاك